top of page
Featured Posts
Recent Posts
Follow Me
  • Facebook Long Shadow
  • Google+ Long Shadow
  • Twitter Long Shadow
  • LinkedIn Long Shadow
Search By Tags
Pas encore de mots-clés.

الدولة المدنية ضحية الأنظمة المستبدة - الحرية و الدولة المدنية :صراع المفاهيم

صوفية عدنان بجعة *

ولد الإنسان حرا طليقا و مع ذلك هو مثقل بالقيود في كل مكان و لرب رجل يتوهم أنه سيد متوغل في العبودية *هي أثقل من أغلالهم أن نراجع دور الدولة في الميادين الاقتصادية و الاجتماعية و ما يظهر على شكل عدة هيئات و مؤسسات تساعد المنظمات غير الحكومية بأنشطة تساعدها لتقوم بأنشطة تكمل دور المجتمع و تنهض به مما يشجع على تزايد المبادرات الجماعية لتكوين تنظيمات تقوم في الأساس على التطوع في مجالات اقتصادية و سياسية و دينية و ثقافية و بيئية لتحقيق أهداف مجتمعية باستقلال تام عن الدولة و في إطار القوانين المتعلقة بالجمعيات و المنظمات و الهيئات المدنية ، إذ أن هناك مفاهيم لمقومات المجتمع المدني منها الطوعية و التنظيم الجيد ـ الاستقلالية التامة عن الدولة ـ خدمة الصالح العام ـ عدم السعي إلى السلطة . و من مزايا المجتمع المدني، ترسيخ مفهوم الديمقراطية، و امتصاص حالات الاحتقان الاجتماعي و السياسي و تلبية الاحتياجات المتنوعة و المتعددة للأفراد، و تكوين و خلق نخب و إفراز قيادات . أما عن مجتمعنا العربي فهناك هيمنة الدولة على كل الدولة و الشعب و التي هي لم تكن دولة بالمعنى الحقيقي للدولة بل دكتاتورية لكل ما هو خارج عن سيطرتها و هي بذلك تُفشل أي محاوله لإيجاد تجمع اجتماعي سواء كان ثقافياً أو إغاثياً أو حتى تراثياً خوفا على و جودها من أن يتطور شكل هذا التجمع . كما أن العالم العربي المدني الذي لا نحس بوجوده ... ما هو إلا مجموعات من العرائس المتحركة و المتحكم فيها ،تجتمع كلها في التركيبة الفكرية و الفيزيولوجية و الثقافية المشكلة للماهية ، لكل منها عاداتها في المأكل و الملبس و لكن لا حول لها و لا قوة ، عندما يصبح للوطن العربي وجود و كيان و رأي عندها سنستطيع التحدث عن الدولة المدنية .ما زال الوطن العربي يتخبط في صراع المفاهيم المشكلة للحرية و علاقاتها مع مفاهيم الدولة المدنية خاصة إذا تحدثنا عن الخلط ما بين المذهبية و الإرهاب و نسيان تعاليم الإسلام و التقاليد العربية . و الأنظمة الضعيفة لا تستطيع أن تخطط لأي تتطور، فهي تنشغل بأمور تخص مصلحتها بسبب الخوف من فقدان السلطة التي انتزعوها بالقوة من أيادي الشعب و قد يستعملون كل ما يحفظ ذلك من أسلحة فتاكة و قهر مقصود ،هذه العوامل تعيق بناء أي دولة مدنية ،و تساهم في تعقيد تطبيق القانون ، و الجمهورية اليمنية ليست بعيدة عن ضرب مختلف الأمثال التي تقربنا من فهم الحقيقة فيما يخص بسلطة القبيلة و قوتها في فرض منطقها بالسلاح و الرجال، و لهذا يصعب تنفيذ أي تطوير في الدولة لذلك الجهل الخاضع فيهم ؛ لقد أدى إلى ظهور رعيل من المتسلطين من مخلفات الأنظمة القمعية الاستعمارية و توارث هذا الرعيل فكرة الاستبداد و القمع للسيطرة على الشعوب فنجد أن هذه الأنظمة على اختلافها جمهورية أو ملكية وضعت نفسها في موضع القداسة و خلقت هالة حولها توحي بحجمها الكبير و القوي و جعلت كل من يتطاول على قدسيتها يتعرض لشتى أنواع القمع و العذاب فأكبر السجون بُني في ظلها و أكبر أعداد المعتقلين و المقتولين تزايد في فترة حكمها (المعتقلين السياسيين). هنا تكمن المشكلة، و يتضح الحل بإزاحتها عن الحكم بشتى الطرق المدنية الممكنة إذ لا بدّ أن يرافق هذا الحراك بعضا من مظاهر القوة لردعها و منعها عن التغول بالإجرام بحق شعوبها .إن من أهم المشكلات الحديثة التي تواجه المجتمع العربي اليوم تتمثل في صعوبة إقامة مؤسسات مدنية فاعلة تقودنا إلى خلق دولة مدنية حقيقية : و اقصد بتركيز " جدلية العلاقة بين الإسلام و هوية الدولة و تعريف الدولة المدنية و علاقتها بالحرية، فالكثير يروج لشكل واحد للدولة المدينة يُحصَر في الشكل العلماني في حين يوجد أشكال أخرى كثيرة لعل أهمها إقامة دولة المؤسسات و تفعيل سيادة القانون و المساءلة و الأجهزة الرقابية على أداء و عمل أجهزة الدولة أمام الشعب من خلال ممثليه في البرلمان المنتخب و مساءلة الحكومة عن أدائها و يعتبر هذا من أهم التحديات أمام الدولة المدنية في عالمنا العربي، ألا و هو صياغة تعريف حقيقي ينبع من خصوصية مجتمعنا العربي المسلم.

سورية أنموذجا

عندما انتفض الشعب في سوريا على نظامه المستبد و بسبب عدم اكتمال الوعي الشعبي بشكل الدولة القادم و سيطرة الإعلام المتطرف و مهاجمة بعض الجهات في الأماكن المحررة للدولة المدنية تحت ستار الدين ، أصبحت تلك المؤسسات هي الضحية مثال : ( توجد لدينا في المناطق المحررة هيئات شرعية في يدها كل مفاصل الحياة و الهيئات الشرعية يرتدون ( الدشداشة ) كما يذكر بالعامية هم لا يفهمون إلا بالأحاديث و أحكام التجويد ، فيقومون بإقرار القضاء و الكهرباء و السياسة و الاقتصاد و كل شيء يخص الدولة و من خلال مناقشتي معهم في بعض الأحاديث تبين لي أنهم لا يعرفون أبسط الأمور الدينية كمعنى البسملة وأحكام الاستجمار مثلا و بعدها يأتي ليحدد لنا شكل الدولة يقول لك:" دوله إسلاميه "فنشرح لهم معنى الدولة المدنية و معناها يقول: أنتم ضد الإسلام !!! وعندما نشرح له شكل الدولة المدنية يقول " كفر وزندقة " يكفي أن يأتي رجل ملتحي و يقوم بعلك المسواك في فمه و يحفظ بعضا من الأحاديث و بعض الآيات القرآنية ليصبح عالما مقدسا ألا بعدا لرأيه وكلامه هذه الحقيقة الواضحة تقودنا بوضوح إلى كشف العلاقة بينها و بين بعض من أنظمة الحكم الخليجية التي . دور كبير في تذكية نار الثورات و محاولة السيطرة عليها فيما بعد بسبب الخطر الذي أصبح يهدد وضعها ...و لي في الكلام تخصيص مركز على الدعم و التمويل الذي يلاقيه التطرف برحابة صدر ،لقد وضعت ثقلها كاملا لاحتواء الثورات العربية، فكانت قطر تلعب هذا الدور من خلال دعم الإخوان المسلمين ، وعندما تبين موقفهم المعادي لوهابية دول الخليج .. استلمت الملف السعودية من خلال الحركات الإسلامية الداعية للدولة الإسلامية أو دعم الاتجاهات العسكرية كل ذلك للوقوف أمام الديمقراطية المدنية التي تهدد وجودهم في سوريا. من خلال ما سبق نستطيع تحديد أربعة أطراف فاعلة في المشهد السوري: الإخوان من ضمن الائتلاف و من قبله المجلس الوطني واللذين حاولوا احتواء الجيش الحر ، و الطرف الثاني ما يسمى بالجبهة الإسلامية اليوم ، و الطرف الثالث النصرة و الرابع داعش .. الأطراف الثلاثة الأخيرة يدعون إلى الدولة الإسلامية بشكل علني .. أما الأول فيدعو بشكل مبطن ... و بصورة إرهابية يريدون الوصول إلى ما يطمحون إليه ،لأن السلاح هو من أعطاهم هذه الميزة بالوصول إلى هدفهم و لو كان عن طريق الحراك السلمي لما كان لهم وجود على الإطلاق .. لأنهم بكل بساطة لا يملكون قاعدة شعبية ، و إنما يعتمدون على الأحقاد و الأخذ بالثأر نتيجة ممارسات النظام الوحشية التي هي مأساة بلادنا . وكل هذه الكيانات هي بالأصل صناعه مخابراتيه من الانظمه التي تموت ان وجدت الديمقراطية ولان المجتمع السوري هو اقرب بالمفهوم المدني بحكم ارثه الثقافي عبر التاريخ فلم يجدو سوى هذه الكيانات الظلاميه ليبثوها بالمجتمع انتهازا لحالة الضعف والتهجير التي يعيشها الشعب لتكون هي المشهد الطافي والذي يلمعونه إعلاميا بشكل يوحي للمشاهد ان هؤلاء هم النموذج والصورة العامة للشعب السوري. و لو ان المثقفين و الناشطين المدنيين والذين لديهم نسبة من الوعي بالساحة ما كان لهم وجود أصلا كطرف فاعل بسبب هروبهم خارج البلد و فقدانهم لوسائل التأثير، و أي حيلة لذلك العامي المسكين في مواجهة آلة إعلامية ضخمة تمولها دول باتجاه حرف مسار الثورة عن خطها و مسارها الوطني المدني.في الختام يمكن القول أن الانتقال من الدولة العسكرية الأمنية إلى الدولة المدنية في العالم العربي ليس مستحيلا و لكنه في غاية الصعوبة، و هناك عدة عقبات يصطدم بها، من أهمها: فقدان العقلية التنويرية، إذ ان المجتمعات العربية مغيبة عن الوعي الحقيقي و قد ربيت على العقلية الانتهازية، و كذلك فقدان دور مؤسسات المجتمع المدني و في الغالب انعدام وجودها أصلا و كذلك تنامي القبلية و الطائفية والعرقية حيث لكل فئة من هذه الفئات مشروعها الخاص و أجندتها التي تبعدها عن المشرع و الانتماء الوطني. فالأنظمة المستبدة عملت على تغذية النزعات القبلية و الطائفية داخل المجتمع و صنعت من نفسها صمام أمان كي لا ينقسم المجتمع أو تظهر فيه تيارات متطرفة، و بالتالي تكريس مفهوم الدولة المدنية بشخص الرئيس و فقط و أي محاولة للتمرد عليه و قلب نظام حكمه يعني تفكك المجتمع إلى كانتونات طائفية و قبلية و إثنية متناحرة دون هوية وطنية. فجميع الثورات بدأت مدنية سلمية ... و انتهت إلى دول إسلامية .. " تونس - ليبيا - مصر " و في سوريا كما راينا فالإسلاميون يحاولون فرض الدولة الإسلامية بصورة إرهابية؛ إذا فالدولة المدنية ضحية: لمصادرتها بعنف لكل أدوات تطبيق الدولة المدنية الفعلية و التي يجب قبل أن نتعرف على معوقات إقامتها في الوطن العربي أن نعرف مقوماتها التي تتكون من ثلاث أركان أوجزها فيالآتي : -1- الفرد حيث يجب أن يكون مواطن ﻻ أن يكون عديم الانتماء 2 - الجماعة حيث يجب أن تكون شعبا أي ( مجتمع مدني ) ﻻ أن تكون قبائل وطوائف وأقليات 3- السلطة يجب أن تكون حكومة مؤسسات و أن تكون هناك تعددية حزبية . و عند توافر هذه العوامل تتكون الدولة المدنية ... أما عن معوقاتها : 1- الإرهاب 2- الطائفية والعنصرية 3- الفساد الإداري و المحسوبيات 4- التشريعات اللامدروسة 5- عدم سيادة القانون 6- عدم وجود حرية رأي،و عدم وجود معارضة حقيقية .

* باحثة سورية

* - أنظر جون جاك روسو في كتابه العقد الإجتماعي

bottom of page